إن العادة السرية أو الاستمناء نشاط جنسي و يمتاز بصلته على العديد من الفوائد الصحية ، مثل تخفيف الألم والتوتر. تختلف الآراء حول تأثير ممارسة العادة السرية ، و لكن لا توجد أدلة كافية بعد لدعم أيّ وجهة نظر معينة، يختلف بعض مدربي الصحة و اللياقة البدنية ما بين المخاطر أو الفوائد المحتملة للإستمناء قبل التمرين، حيث يعتقد بعض الناس أن العادة السرية يمكن أن تؤثر على مستويات هرمون تستوستيرون، الذي يلعب دوراً حاسماً في تعزيز اللياقة البدنية الشاملة.
العادة السرية في الإسلام هي مسألة فقهية خلافية، لم يرد في القرآن ذكرٌ صريح للعادة السرية أو حكمها، وذكرت في السنة النبوية بعض الأحاديث عنها ولكنها لا تصح، لذلك اختلف الفقهاء حول حكمها، فهناك من رأى بتحريمها تحريماً مطلقاً، وهناك من رأى بكراهيتها، وهناك من رأى بإباحتها وفق شروط وضوابط.
كما يعتقدون أن ممارسة العادة السرية وغيرها من الأنشطة الجنسية يمكن أن تؤدي إلى تحسين المزاج و إنخفاض الضغط ، مما يمكن أن يحسن الأداء البدني بشكل غير مباشر، بينما يعتقد البعض الآخر أن العادة السرية تؤثر سلباً على الأداء البدني بسبب الزيادة في خسارة طاقة الجسم. سنتداول في مقالنا اليوم الفوائد و الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بالاستمناء قبل التمرين.
كيف يؤثر الاستمناء و الامتناع عن الممارسات الجنسية على مستويات التستوستيرون في الجسم:
لقد أظهرت الأبحاث أن الاستمناء لا يؤثر على مستويات هرمون تستوستيرون، و لكن النقاش يتمحور فيما إذا كانت العادة السرية مفيدة قبل التمرين و كيفية تأثير الاستمناء على هرمون التستوستيرون.
إن هرمون التستوستيرون هو الهرمون التناسلي الذكري الأساسي، لكنه ينتج عند الإناث أيضاً و لكن بنسبة تختلف عما هو عند الرجال، و يلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في تعزيز اللياقة البدنية عند الذكور والإناث، وفقا لدراسة أجريت على الحيوانات ركزت على دوره في إنتاج بروتين العضلات، و توصلت دراسة أخرى أجريت على البشر إلى أن التستوستيرون يلعب أيضاً دوراً في تكوين العظام، و لكن يبقى السؤال فيما إذا كان الاستمناء يؤثر بشكل كبير على مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم.
ما الذي توصلت إليه الدراسات؟
تزيد مستويات هرمون تستوستيرون بشكل طبيعي أثناء الإثارة الجنسية و تنخفض بعد النشوة الجنسية ، لكن يبدو أن العادة السرية لا تؤثر بشكل كبير على مستوى هرمون التستوستيرون.
أظهرت نتائج دراسة أجريت عام 2001 أن النشوة الجنسية الناتجة عن العادة السرية لم تؤثر على مستويات هرمون تستوستيرون في البلازما، كما لاحظ الباحثون تركيزات أعلى من هرمون التستوستيرون عند الرجال الذين امتنعوا عن ممارسة النشاط الجنسي لمدة 3 أسابيع، و لكننا لا نستطيع التعميم لأن هذه الدراسة كانت صغيرة حيث شملت 10 مشاركين فقط.
توصلت دراسة أخرى عام 2003، إلى أن مستويات هرمون التستوستيرون قد تزايدت تدريجياً خلال الأيام الخمسة الأولى من الامتناع عن ممارسة الجنس، و بلغت ذروتها بعد 7 أيام، ثم بقيت ثابتة، مما يعني أن الامتناع عن ممارسة الجنس لفترات قصيرة قد يؤدي إلى تقلبات و تغييرات مؤقتة في مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم.
فوائد الاستمناء:
على الرغم من أنه ليس هنالك أي تأثير للإستمناء على مستويات هرمون تستوستيرون، إلّا أنه قد يؤثر على النشاط الرياضي، و لكن لا توجد دراسات كافية بعد لتدعم وجود علاقة مباشرة بين الاستمناء و أداء بدني أفضل خلال ممارسة التمارين الرياضية، رغم وجود العديد من الدراسات التي تؤكد أن النشاط الجنسي قد يعزز الصحة العامة للناس.
تشير دراسة حديثة أجريت على البالغين الذين عانوا من نوبة قلبية، و أولئك الذين يمارسون نشاطاً جنسياً بشكل متكرر فكانت النتائج أن للفئة الثانية معدلات بقاء أفضل على المدى الطويل، حيث إنَّ الهرمونات، كالدوبامين والنورإيبينيفرين والأوكسيتوسين تزداد أثناء و بعد الذروة الجنسية، و هذه الهرمونات مسؤولة بشكل أساسي في تحسين الحالة المزاجية للانسان، و يمكن أن تؤثر على الجانب العقلي لممارسة الرياضة من خلال تحسين الإطار الذهني للشخص و التحفيز أثناء التمرين.
الآثار الجانبية للإستمناء:
إن الاستمناء نشاط جنسي آمن و من الممكن أن تكون له آثار جانبية طويلة المدى، إن وجدت.
أجريت دراسة عام 2016 حول النشاط الجنسي و ممارسة التمارين الرياضية و توصلت لعدم وجود أي دليل حاسم يشير إلى أن للعادة السرية تأثير سلبي مباشر على اللياقة البدنية العامة أو الأداء الرياضي لدى الذكور أو الإناث، و تشير خبرات البشر أيضاً إلى أن ممارسة الاتصال الجنسي قبل حوالي 10 ساعات من المشاركة في مسابقة رياضية قد يكون له تأثير إيجابي على الأداء.
يمكن أن تؤدي العادة السرية بشكل متكرر إلى آثار جانبية مؤقتة، بما في ذلك:
- حساسية مفرطة بالقرب من منطقة الأعضاء التناسلية.
- تورم القضيب.
- انخفاض الحساسية.
- وهن.
الذكور و الإناث:
إذا كان شخص ما يمارس نشاطاً جنسياً، فقد يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون، و يقلل من الإجهاد ، و يخفف الألم.
يبدو أن الاستمناء يؤدي إلى آثار مماثلة عند كل من الذكور والإناث، فالانخراط في نشاط جنسي يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون، و بما أن بنية أجسام الذكور تختلف عن الإناث فمن الطبيعي أن تستجيب بشكل مختلف لهرمون التستوستيرون فلدى الذكور مستويات هرمون تستوستيرون أعلى بشكل طبيعي من الإناث ، مما يؤدي إلى تطوير بعض الخصائص النموذجية للذكور، مثل شعر الجسم والوجه، و هذه الخصائص لا تحدث عادة عند الإناث اللاتي ينتجن مستويات طبيعية من الهرمون، و يلعب التستوستيرون دوراً أساسياً أيضاً في إنتاج الحيوانات المنوية و تنمية البويضات .
في الوقت الحالي، لم يكشف البحث العلمي عن وجود علاقة مباشرة بين ممارسة العادة السرية و أداء التمارين الرياضية عند الذكور أو الإناث، و مع ذلك، تشير نتائج إحدى الدراسات الحديثة إلى أن النشاط الجنسي المنتظم قد يحسن مستويات الرضا عن الحياة و التمتع بها بشكل أكبر بين كبار السن.
حكم الاستمناء في الإسلام:
ترى فئة كبيرة تمثل أغلب فقهاء المذاهب "التحريم" وحصر قضاء الشهوة في الزوجة، وذكروا أن من طلب قضاء الوطر في غيرها فقد بغى وطغى، بينما يميل الرأي الثاني إلى أن الاستمناء لا يوجد دليل صريح على تحريمه ولا يتعدى حكمه الكراهية كونه ليس من مكارم الأخلاق، وهو رأي ابن حزم، وجابر بن زيد،والشوكاني والصنعاني. ورأي ثالث يقول بالتفصيل، وهو التحريم في حالة عدم الضرورة، والإباحة في حالة تقتضي ذلك، وهي الضرورة، كخوف من زنا، أو مرض، أو فتنة، وهو قول بعض الحنابلة والحنفية. وكل هذه الآراء تنطبق على المرأة كذلك.
Tags:
مقالات رياضية