الأربطة الضاغطة لتحسين الانجاز الرياضي حقيقة أم وهم ؟

 عرفت الأربطة الضاغطة في بدايتها كأدوات طبية تستخدم في معالجة الكثير من الحالات المرضية, مثل تضميد الجروح لسرعة التئامها, و معالجة دوالي الأوردة, و تشكيل دعامة للأنسجة في حالة الإصابات, و هي مصنعة من مادة النايلون و مواد لدنة (مطاط), تقوم بالضغط على الأنسجة فتزيد من تدفق الدم إليها.

الأربطة الضاغطة


بعد فترة من استخدام الأربطة الضاغطة لأغراض طبية, بدأ يتسع انتشارها لأغراض مختلفة, فهي جزء من التجميل في وقتنا الحاضر, إذ يرتديها البعض لإعطاء مظهر مشدود لأجسامهم, و كذلك يرتديها الرياضيون, كما أنها أصبحت جزءا من خزانة ملابس الرياضة حتى عند الأشخاص غير الرياضين, ليرتدونها خلال ممارسة الرياضة, فهي تضفي شكلاً ولوناً مميزاً للعداء أثناء الجري.

و لكن هل فعلا إرتداء الأربطة الضاغطة يُحسّن الأداء الرياضي؟

أثار ارتداء الأربطة الضاغطة جدلاً كبيراً, فالبعض يراها أمر مهم خلال ممارسة الرياضة وتؤدي الى تحسين الانجاز الرياضي, بينما يرى البعض الأخر أنها غير فعالّة ومضرّة في بعض الأحيان وسوف نذكر الدراسات التي تذكر ذلك, و لكن نتائج أخر الدراسات تقول, أن ارتداء الأربطة الضاغطة خلال الرياضة يقلل من إمكانية اهتزاز العضلة أثناء الحركة, وبسبب هذا الاهتزاز يجعلها مجهدة و متعبة خلال فترة قصيرة من الزمن, هذا بالنسبة للأشخاص العادين, أما الرياضيون, فتقول دراسة أخرى أجريت على مجموعة من أبطال الجري, أن ارتداء مثل هذه الأربطة الضاغطة يقلل من استهلاك الطاقة لديهم, و هذا ما يجعلهم أكثر قدرة على التحمل أثناء الجري, أي أنها مناسبة أكثر للرياضين المتمرسين.



ويضرب البروفيسور الألماني إيبرهارد رابه، من عيادة الأمراض الجلدية التابعة لجامعة بون، مثالاً على ذلك بأن عدائي المسافات الطويلة يفضلون استخدام هذه الجوارب بشكل خاص لوقاية عضلاتهم من الإصابة بإجهاد مبكر، موضحاً أن الجوارب الضاغطة تعمل على الإسراع من عملية الاستشفاء, ومن ثم تقي من الإصابة بالإجهاد.

وأوضح إيبرهارد رابه أن الجوارب الضاغطة تؤدي وظيفتها على مستويين، أولهما أنها تُسهم في الضغط على الأوعية الدموية كي يتسنى لأوردة الساق ضخ كميات أكبر من الدم باتجاه القلب أثناء الوقوف, لأنه إذا لم يضخ الجسم كميات وفيرة من الدم إلى أعلى فغالباً ما يؤدي ذلك للإصابة بتورمات وتغيرات جلدية على الساق.

وأكد الطبيب الألماني أن الضغط الخارجي الناتج عن ارتداء الجوارب الضاغطة يعمل على تصغير قطر الأوردة، مما يؤدي لسرعة سريان الدم بداخلها, ومن ثمّ الحد من الشعور بالتعب.

وعن التأثير الآخر للجوارب الضاغطة، أشار إيبرهارد رابه إلى أن هذه الجوارب يُمكن أن تساعد بالضغط على الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد، الأمر الذي يعمل على الحد من ظهور تورمات عند الإصابة بالوذمات مثلاً أو بأي من الالتهابات الأخرى، موضحاً أن الجوارب تعمل على الإسراع في عملية امتصاص وتصريف السوائل بالأنسجة، وبالتالي يتمتع الضغط بتأثير مثبط للالتهاب.



يمكن للأربطة الرياضية أن تكون مفيدة لغير الرياضين ولكن بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة, فقدرتها على زيادة تدفق الدم إلى العضلات يساعد في التخلص بشكل سريع من تعب و إجهاد الرياضة, لذلك ينصح الشخص بارتدائها بعد ممارسة الرياضة لمدة ساعة أو أكثر.

أما عن الأربطة الضاغطة التي تستخدم على المفاصل, فهي جيدة للرياضين وغير الرياضين أثناء ممارسة الرياضة, فيرى المختصون في هذا المجال أن الدفء و الضغط الذي تأمنه للمفصل, يساعد في توزيع المادة الزيتية فيه بشكل جيد يمنع الاحتكاك أثناء حركة المفصل, كما أنها دعامة قوية تقلل من الضغط على المفصل و تحمي من الأضرار التي قد تصيبه و خصوصا أثناء الرياضات التي تعتمد على المفاصل بشكل كبير.

تلخيصا لما سبق يمكن أن نقول :

ليس على الأشخاص غير الرياضين ارتداء الأربطة الضاغطة للعضلات أثناء الرياضة, و لكنها جيدة بعد الانتهاء من ممارستها من أجل تقليل الإعياء في العضلات, أما أربطة المفاصل فهي مهمة للحفاظ على المفصل من الضغط والاحتكاك أثناء الرياضة.

والآن نأتي للدراسات التي خلصت بعدم فائدة الأربطة الضاغطة للرياضيين في تحسين الإنجاز والأداء الرياضي

على عكس ما يعتقد العديد من الرياضيين، أظهرت دراسةَ جديدةَ بأنّ الملابس الضاغطة لَيس لَها تأثير على أداء الرياضي.

فقد وجد باحثو جامعة إنديانا بأن أكمامِ ضغط الساقِ السفلى لا تؤثّر على استهلاك الأوكسجين، مما يعني بأنه لا يوجد تحسن في الركض أو الكفاءة، وشملت هذه الدراسة 16 عدّاء من الذكور ذو تدريب ممتاز وتبين أن الأربطة الضاغطة للساق لا تملك أي تأثير على مكيانيكية الركض.

والملابس الضاغطة للساق، والتي أَصبحت شائعةَ جداً، هي عبارة عن جورب ضاغطة طويلة تَغطّي المنطقةَ فوق الكاحل إلى اسفل الركبة فقط.



وقالت أبيجيل لايمون، باحثة في قسمِ دراسةَ العضلات في جامعة إنديانا، في بيان :

يجرب عدائو المسافات الطويلة هذه الملابس الضاغطة لأنهم يرونَ عدائين آخرينَ يستعملونها بنجاحِ، وبما أن بعض العدائين يؤمنون بالخرافات جداً، فقد يستمرون باستعمالها إذا شعروا بأن أدائهم كان جيدا في أحد السباقات ويعزون بالفضل للأربطة الضاغطة.

وأضافت لايمون، على أي حال لا يبدو أن الأربطة الضاغطة تقوم بأي عمل سحري إضافي، الأمر كله مرتبط بما يعتقد الرياضي، فهو تأثير نفسي فقط، ربما إذا كان الشعور الإيجابي موجودا فسوف تعجبك هذه الأربطة، وهذا ما سيجعلها ناجحة لك، أنه أمر فردي.

وفي دراسة ثانية بجامعة إنديانا استنتجت بأنّ الملابس الضاغطة للفخذ التي تغطّي المنطقة بين الخصر والركبة لا تحسّن الأداء الرياضي.

بعض منتجات الخاصة بالاربطة الضاغطة :

Post a Comment

Previous Post Next Post