يخضع في وقتنا الحاضر نسبة محسوسة من الأطفال والناشئة في دول عديدة من العالم لبرامج تدريب بدني مكثف، عن طريق الانخراط في أندية رياضية رسمية أو أخـرى غيـر رسمية. وعلى الرغم من أهمية ممارسة النشاط البدني (أو الرياضي) للناشئة كما أوضحنا ذلك سابقاً، إلا أن العديد من المختصين يبدون قلقاً حول عملية إخضاع هؤلاء الأطفال أو الناشـئة لتدريبات بدنية شاقة منذ وقت مبكر في حياتهم، وتستمر لفترات طويلة من عمـرهم، الأمـر الذي جعل بعض هؤلاء المختصون يطالبون بأن تخضع البرامج التدريبية الموجهة للأطفـال والناشئة إلى الإشراف العلمي والتربوي الذي يكفل سلامة هـؤلاء الأطفـال مـن النـواحي العضوية والنفسية والاجتماعية على حد سواء.
وعادة ما ينظر إلى الأطفال على أنهم كبار بأجسام صغيرة، على أن هذه النظرة غيـر صحيحة خاصة ما يتعلق بالنشاط والتدريب البدني. فالأطفال والناشئة يتميـزون بخصـائص جسمانية ووظائف فسيولوجية مختلفة إلى حد ما عن الراشـدين، كمـا أن الأطفـال يمـرون بمراحل نمو متنوعة تتميز كل مرحلة بصفات مختلفة عن الأخـرى. الأمـر الـذي يجعلهـم مختلفين عن الكبار. وغني عن القول أن شريحة الأطفال والناشئة في المجتمعات العربية تمثل نسبة كبيرة من المجتمع، مما يجعل الاهتمام بهم استثمار في المستقبل. في هذه المقالة سنقوم بالتطرق للأسس العلمية المتعلقـة بتـدريب الأطفـال والناشـئة التدريب البدني المكثف، والعوامل المرتبطة بانتقائهم والتنبؤ بأدائهم المستقبلي، كما سـنتعرف على استجابتهم الفسيولوجية للتدريب البدني، كما سنتطرق للعديد من الاعتبـارات والجوانـب التي ينبغي مراعاتها عند تدريب الأطفال والناشئة، والآثار المترتبـة علـى انخـراطهم فـي تدريبات بدنية شاقة، وهي اعتبارات تكتسب أهمية كبيرة للعاملين في رياضات الناشئين كافة، من أطباء وأخصائيي لياقة بدنية وعلاج طبيعي، ومدربين، وإداريين، مما يعينهم علـى تقـديم أفضل الخدمات- ضمن برامج تدريب الناشئة- بصورة صحيحة وآمنة.
لتحميل الملف.......... اضغط هنا